Monday, September 03, 2007

كــده رضــا

كأهلاوى شاهدت مباراة الأهلى و الهلال فى البطولة الأفريقية للأندية الأبطال , و كمتابع لأفلام الصيف شاهدت أيضاً فيلم "كده رضا" فى نفس الأسبوع , و النتيجة .. صدرت منى - بتلقائية شديدة - ألفاظ فى غاية الأباحة و السفالة , فهزيمة الأهلى بهذا الشكل المهين فى أم درمان فى نفس الأسبوع الذى أتعرض فيه لهذا الكم من السخافة فى سينما (ريو) بالإسكندرية لهو شئ فوق الإحتمال ... فى النهاية إذا ما حصرت الأمر فى حدود فيلم "كده رضا" على اعتبار أن كرة القدم فى النهاية هى مكسب و خسارة على العكس من الأفلام , فلا أحد سيعوضنى الساعتين إلا ربعاً التى قضيتها أضرب كفاً بكف و أنا أشاهد "كده رضا" :

(1)- اسم الفيلم - "كده رضا" - يصلح ككثير من الأسماء لغيره من السيناريوهات بلا أدنى مخاطرة أو إحساس بالذنب , و ربما لو كان "أحمد حلمى" يقوم بدور "مغاورى" لكان اسم الفيلم "كده مغاورى" , لكنهم فى النهاية سموه "كده رضا" فقط لأن (القافية حكمت).

(2)- السيناريو هو التجربة الأولى لـ "أحمد فهمى" , و هى تجربة كان من الممكن جداً تجاهلها و عدم الإعتداد بها بحكم أنها أصبحت من نصيب "أحمد حلمى" الممثل الكوميدى الكبير و الذى لن يلتفت الجمهور لمشاكل السيناريو الذى يمثله , غير أن بعض الجمهور تساءل بصوتٍ عالٍ بعد إنتهاء الراوى من خطبته العصماء قبل نزول تترات البداية قائلاً : (هوه الفيلم كده خلص و للا ايه يا جدعان) , و لهم كامل الحق فى السؤال , فالراوى تقريباً حكى تيمة الفيلم الأساسية فى 3 أو 4 دقائق - (عشان ينجز و يبدأ على نضيف) - بشكل مطول جداً فشل معه فى محاكاة مثل هذه المقدمات فى أفلام أخرى معروفة كـ Le Fabuleux destin d'Amélie Poulain و غيره من تلك الأفلام التى تعتمد على الحكى الرشيق , لتصبح مقدمة "كده رضا" سرداً جافاً للأحداث على لسان راوى يمكن الإستغناء عنه دون ندم.

بعد المقدمة بدأ الفيلم فى ترتيب (اسكتشاته) القصيرة بتتابع على نفس التيمة , ثلاث أخوة توأم ماتت أمهم و هى تلدهم , تركتهم فى رعاية أبيهم - "هندى/لطفى لبيب" - الذى سجلهم بدوره فى سجل المواليد تحت اسم واحد هو "رضا" - قام بالأدوار الثلاثة "أحمد حلمى" - اتقاءاً للحسد و توفيراً لتكاليف تربية ثلاث أبناء فى نفس الوقت , و هكذا يلعب كاتب السيناريو على تلك التيمة فترة لا بأس بها مختلقاً المواقف التى تصل لـ 4 أو 5 اسكتشات ما بين القصيرة و الطويلة تحت دافع واحد و هو أن النصب يعتبر المصدر الأساسى لرزق هذه العائلة :

أ - فهم ينصبون فى مسابقة جرى جائزتها الأولى 10 آلاف جنيه بأن يقتسموا مسافة السباق بين ثلاثتهم .. تخيلت فى بداية هذا الاسكتش أن أحدهم سيبدأ السباق ليسجل وجوده بينما سينتظر أحد الإثنين الآخرين قرب النهاية ليجرى عدة أمتار متجاوزاً الخط و معلناً فوزه بالسباق , لكنى اكتشفت أنى قد نصبت بطريقة أفضل من طريقة السيناريست , فـ "أحمد فهمى" جعل الثلاثة يقتسمون مسافة السباق بينهم بالتساوى بحيث يعدو كل منهم جزء من السباق ليفوز الأخير بالجائزة بينما الباقى منهكون.

بـ - ينصبون أيضاً على جارهم الحلاق - "محمود أبو زيد" - فيبيعونه نظارة شمس يخبرونه أنها تكشف العورات بعد 3 ثوانى من ارتدائها .. لك أن تتخيل كم السماجة فى هذا الاسكتش.

جـ - كما ينصبون على "سعيد طرابيك" صاحب إحدى الحانات عن طريق بيع محلولاً مغشوشاً و كأنه نبيذ مستورد من اليونان , مقنعين إياه بذلك بظهور ثلاثتهم أمامه يتمايلون ليعتقد أن وجود ثلاث نسخ من نفس الشخص هو التأثير القوى للنبيذ.

و غيرها من المواقف المعتمدة على كونهم ثلاث أخوة توأم لا يعرف بأمرهم أحد و لا حتى الحكومة , يختبئون فى قبو و يخرجون من المنزل فرادى كل منهم له يومه , تدور هذه الاسكتشات بالتوازى مع عرض اختلافاتهم الشخصية عن بعضهم البعض , فأحدهم قاسى و جرئ : "البرنس" و الثانى مجنون كرة فشل فى الإلتحاق بالنادى الأهلى : "بيبو" و الثالث ضعيف مسالم : "سمسم" , و بحكم كونه أضعفهم و أكثرهم براءة , و لا يريد النصب مثلهم على خلق الله مفضلاً البقاء فى مصر على السفر معهم إلى الخارج يتردد "سمسم" على "خالد الصاوى" الطبيب نفسى ليستدل على طريقة حياة أفضل , بانتهاء الوقت المحتمل لاسكتشات "أحمد حلمى" المنفردة تظهر "منة شلبى/ندى" لتمنح كاتب السيناريو فرصة أخرى ينوع فيها على اسكتشات أخرى تعتمد أيضاً على تيمة الثلاثى التوأم التى رواها الراوى قبل نزول التترات.

هنا و حتى قرب نهاية الفيلم يسير الفيلم بثقة نحو تصنيف فيلم كوميدى صيفى من بطولة "أحمد حلمى" ... لكنه الطمع , فيتحول الفيلم بقدرة قادر إلى لغز على البطل أن يحله , يتحول إلى فيلم إثارة ذكرنى فى أكثر من تفصيلة فى نهايته بالفيلم الأمريكى Matchstick Men خصوصاً فيما يتعلق بشخصية "ندى" التى تعّلق بها "أحمد حلمى" و اجتهد فى مساعدتها و فيما يتعلق بالطبيب النفسى "خالد الصاوى" الذى يختزن أسرار "سمسم" , فضلاً عن طريقة كشف "أحمد حلمى" لخبايا الأحداث.

(3)- المخرج "أحمد نادر جلال" و منذ شاهدت إتقانه و إجادته فى فيلم "واحد من الناس" قبل عام و نصف و أنا أحرص على متابعة أفلامه , فما فعله وقتها مع سيناريو مستهلك و تيمة محفوظة لـ "بلال فضل" يستحق الإشادة , و لكنها صدفة على ما يبدو أو شئ ما آخر لا أعرفه , فمن غير المعقول ما رأيته فى فيلمه التالى "فى محطة مصر" لنفس الأبطال و كاتب السيناريو , و فى فيلمه الأخير "كده رضا" !! ... لا جديد فى الفيلمين سوى ما يحفظه الجمهور عن الفارق بين "كريم عبد العزيز" و "أحمد حلمى ", حيل الجرافيك و الكروما و غيرها من الأشياء المصنوعة بعناية لا تصنع فى النهاية مخرجاً , كما أن ايقاع الفيلم سواء فى السيناريو أو فى الصورة و المونتاج غير متقن بالمرة على العكس منه فى "واحد من الناس" , و لن يكفى "أحمد نادر جلال" كى يصبح مخرجاً كبيراً أن يظهر بنفسه داخل أفلامه فى لقطة يسرقها هنا أو هناك.

(4)- ليس من المخجل أن يقوم الممثلون ذوو الدم الخفيف و البديهة الحاضرة فى إلقاء النكات على المسرح كأى Standup Comedian محترم على مستوى العالم , كل ممثلى هوليوود المشهورين بالكوميديا فعلوا ذلك فى بدايتهم و حين انتقلوا إلى شاشة السينما اختلفت طبيعة الفكاهة التى يقدمونها مع الوقت , أما أن يظل "أحمد حلمى" يقدم النكات و الإفيهات الغير مرتبطة بأى شئ على سبيل السذاجة طيلة خمس أو ست أفلام قام ببطولتها فهو الشئ الكثير و المبالغ فيه جداً.

7 comments:

قلم جاف said...

أضيف :

على ذكر النقطة الرابعة..

كان من الممكن تبرير ذلك إذا كان الممثلون قد جاءوا من عالم الـ

standup comedy

أو ما نسميه جهلاً وتجاوزاً المونولوج ، أو لو قد جاءوا من المسرح .. أو لو كانت سينما الكوميديا في بلد معين غير ناضجة.. وهو الحال في مصر وقت ظهور إسماعيل ياسين وعبد الفتاح القصري وزينات صدقي وغيرهم.. كل هؤلاء مروا بالمسرح بطريقة أو بأخرى ويعرفون ما يضحك الناس وما لا يضحكهم لتلقيهم رد الفعل مباشرةً.. ولأنهم لم يدرسوا السينما ولأن الكتابة الكوميدية للسينما وقت ظهورهم لم تنضج بما فيه الكفاية فكان من المقبول جداً أن يتحول الفيلم إلى شبه مسرحية جماعية يؤدي فيها هؤلاء إفيهاتهم بشكل شبه ارتجالي دون نص مكتوب وبترتيب مسبق مع المخرج.. الغريب أن الأفلام كانت تخرج مضحكة ومسلية..

أما الآن فلم يعد هذا الكلام مقبولاً بالمرة.. كل وقت وليه أذانه..

عذراً للإطالة..

محمد المصري said...

صباح الفُل :)

في الزيارة دي قريت آخر تلات بوستات في المدونة والمتعلقين بأفلام الصيف المصرية ..
كان عندي ملاحظة واحدة بتجمع التلات بوستات - أو المقالات - بس هحب هنا إني أكثف حديثي عن كده رضا بشكل خاص

أنا شايف إن حضرتك تجاهلت تلات نقط مهمين جداً وانتَ بتتعرض لنقد الفيلم :
أولاً : إن ( الجينير ) بتاع الفيلم كوميدي خفيف
ثانياً : إنه فيلم صيفي الهدف منه واضح
ثالثاً : المَناخ اللي بيتعمل فيه الفيلم

أكيد إن ده مش بيعفي الفيلم - أي فيلم - من عيوبه ومبالغاته ، بس اللي عايز أقوله إن في مبالغات غير منطقية هي من صميم الفيلم الكوميدي أو فيلم الإثارة أو فيلم الحركة .. أيًّ كانت جنسياتهم ، والتعامل مع الفيلم مش بيتم دايماً باسقاطه على الواقع قد ما بيتم تبعاً للتصنيف أو الجينير السينمائي زي ما قُلت ..

تبعاً لده فإحنا بنعتبر إن
Liar Liar أو The Mask أو Dumb & Dumber كأمثلة
أفلام كوميدية جيَّدة رغم احتوائها على كم كبير جداً من المبالغات أو الاستخفافات - إن شئنا الدقة -

حبيت أبدأ بالكلام اللي فات ده عشان أوضح إن كلامي عن كده رضا هو كلام عن فيلم لا يجوز أن يُحَمَّل أكثر مما يحتمل ..
هبدأ معاك نقطة نقطة :

1- مش عارف إيه المشكلة في "كده رضا" ، بيني وبينك الاسم مش عاجبني بس مش شايف فيه مشكلة تستحق الاعتراض ، أيوة لو كان اسمه مغاوري كان ممكن يبقى كده مغاوري بس ما فيلم زي "قدرة بروس الإلهية" مثلاً لو كان اسم البطل عبد اللطيف أحمد كان هيبقى الفيلم اسمه "قدرة عبد اللطيف أحمد الإلهية" !! القافية بتُحكُم فعلاً !

2- بخصوص نقطة الراوي ، أنا معاك تماماً ومش راضي عن السلق اللي حصل ده ، واللي أعرفه إن أحمد فهمي نفسه مش راضي عن طريقة خروج المشهد عن طريق الصوت بما إن السينما أولاً وأخيراً لغة صورة
بس لو بصينا للموضوع من ناحية تانية - مع التأكيد أصلاً إني متفق معاك - فده كان محاولة للدخول في قصة الفيلم وتفاعلات الإخوات التلاتة اللي هي أصلاً "تيمة الفيلم الأساسية القائمة على المفارقة بينهم" ، وأفلام زي "مواطن ومخبر وحرامي" لمجرم إخراجي كبير زي داوود عبد السيد كان الراوي فيها بيختصر تلات أربع الأحداث صوتياً تقريباً !
تذكر أولاً وأخيراً إن دي مش مقارنة ، وتذكر كذلك إني متفق معاك بس بحاول أشوف الموضوع بوجهه نظر تانية

--

** معاك كذلك إن المواقف القايمة على النصب مكنتش ظريفة وإن كانت قايمة أساساً بغرض الإضحاك ، بس من ناحية تانية برضه هي مقبولة في إطار كونه "فيلم كوميدي خفيف قائم على المبالغة" ، ناس كتير في السينما كانت بتضحك فعلاً وده معناه إن المشاهد دي - بصرف النظر عن كونها معجبتنيش - حققت هدفها !
جزء من النقد في نظري قائم على وجه نظر الشريحة الأعرض اللي الفيلم بيوجه لها ، في حدود طبعاً دون التعارض مع الأسس السينمائية الأساسية - على النسق اللي بنشوفه في كتكوت وكركر مثلاً - وده شيء أنا مش شايفه في كده رضا إطلاقاً ..

محمد المصري said...

3- نيجي لنقطة أحمد جلال
أنا مشفتش "في محطة مصر" عشان كده كلامي هيتعلَّق بالأساس بواحد من الناس وكده رضا
من الصعب اختزال كل شيء قام بيه جلال في الفيلم ده في مجرد استخدام الجرافيك !
الحقيقة إن في أكتر من نقطة أثارتني في عمله الإخراجي هنا بتقول إنه غالباً هيكون حاجة كويَّسَة جداً - على فرض إنه لسه مبقاش -
أولها - وأهمها - هي قدرته على صنع فيلم كوميدي يخص مخرجه في المقام الأول ، البطل فيه وإن كان حاضر بتلات شخصيات فالجمهور مش بيشعر إنه فارض نفسه عليهم مثلاً ، في حاجات في الفيلم تُحسب لمخرجها بالأساس .. زي قدرته على خلق تلات شخصيات من خلال سيناريو فهمي من غير أو اختلافات شكلية ، وكل ما حد فيهم يظهر على الشاشة بتكون عارف ده مين دون اضطراره للجوء لحيلة حوارية ساذجة ! ، ده شيء مش يحسب لفهمي ولا لحلمي قد ما يُحسب لأحمد جلال ..
استخدامه أغلب أدواته عشان يخلق خصوصية لكل شخصية - تُنتج كوميديا ظريفة - زي طريقة تصوير البرنس على نسق سيرجو ليوني واستخدام موسيقى إنيو موريكوني للدلالة على حضوره ، ضحكت بشكل هستيري لما تخيلت إيستوود قاعد حنبي في قاعة سينما أوديون وبيضحك على المحاكاة الساخرة جداً والذكية جداً لحضور الرجل عديم الاسم في
The Good , The Bad , And the Ugly
في كمان المساحة المميزة اللي بيديها لكاركتر زي شخصية خالد الصاوي ، كل الضحك الناتج عن الشخصية ناتج عن عمل مُخرج بالأساس - مع احترامي الشديد لأداء الصاوي المُنَسَّم - ..
نقطة تانية لا تقل أهمية .. وهي قدرته على الانتقال بالفيلم من فيلم كوميدي لفيلم إثارة من غير ما يشعر المشاهد بإنه انتقل من منطقة باردة لمنطقة سُخنة مثلاً ، كان انتقال واعي في نظري على الأقل ..
أحمد جلال كان موجود بشكل واضح في الفيلم ده ، مش عارف هتتفاجئ ولا لأ بس يمكن الفيلم ده كان مُبَشَّر بالنسبة لي أكتر حتى من واحد من الناس ! ، قدرتك على خلق فيلم كوميدي على مستوى جيَّد قائم على الموقف .. يبدو فيه واضح دور الموسيقى والتصوير .. يبدو واضح إن في "سيناريو" عمل مش مجرد تكييف لنجم معين ، ده عمل يستحق الاحترام فعلاً في ظل الظروف المنيَّلة اللي إحنا بنمر بيها في السينما

الغريبة بقى إن في فعلاً نقط ضعف إخراجية واضحة جداً في العمل
أنا متفق معاك بنسبة مية في المية إن الإيقاع في الفيلم كان واقع تماماً خصوصاً في جزءه الأول القائم على مفارقات كوميدية ، بس ده بيتظبط تماماً في الجزء التاني من العمل ، يمكن حصل تطويل في علاقة الإخوات بالبنت .. وفي عمليات النصب أُم دم تقيل ، بس أرجع وأقول إن في أخ فاضل كان قاعد ورايا مبطلش ضحك ولما النص الأول ده خلص راح قايل لأصحابه " يا نهار أزرق يا جدعان ، فيلم تُحفة .. ساعة وشوية عدُّوا هوا " ! في حين إن أنا مثلاً مع نهاية الجزء الأول ده كُنت ابتديت أنام م الفيلم !!

4- جزئياً .. الإفيه الكوميدي والقاؤه هو جزء من أي عمل كوميدي من أيام شابلن وباكستون لحد كيري ورفاقه ، عن نفسي مش بحس بأي استظراف من إيفيهات حلمي لسبب بسيط إني مش بحس إن غرضه يزغزني ، بشوف إن ده جزء من طبيعة الشخصية نفسها ، في كل أفلامه هو مش بيعمل كاركتر .. عو بيعمل شخصية لطيفة وخفيفة ، عشان كده لما بيقول إفيه مش بحس إنه مستني المشاهد يقف قدامه ويضحك على النسق اللي بحسه في أفلام هنيدي وسعد مثلاً !

محمد المصري said...

هل يبدو من كلامي إني شايف العمل تُحفة أو متكامل مثلاً ؟!

لو حد حس كده فأحب أقول إنه على العكس ، أنا شايف عيوب في الفيلم .. وعيوب كان ممكن يتم تخطيها بسهولة ، زي البحث عن مبرر درامي أكثر تماسكاً لقيام الأب بتسجيل أبناءه بشهادة ميلاد واحدة من فكرة الحسد ، زي ضبط إيقاع الفيلم في نصه الأول ، زي صنع مقدمات لاكتشافات النهاية متماسكة أكتر من إن حلمي شاف عربية منة شلبي ماشية في الشارع ! وما تلاها من حاجات خايبة زي الشريط والميدالية مع الصاوي ، زي الاستغناء عن مشاهد كاملة ملهاش لازمة وحتى صنعها للضحك كان قليل .. زي السرقة المستفزة من فيلم ريدلي سكوت

طيب فيلم شايف فيه كل ده ، داخل أدافع عنه وأكتب بوستين طوال ليه ؟
لإني ببساطة بحاول أشوف تأثير فيلم زي ده على الأفلام اللي بعد كده ، أنا شايف إن فيلم حلمي "جعلتني مجرماً" أفضل أفلامه وأفضل من ده فعلاً ، بس كده رضا بيمتلك أهمية شديدة وهي كونه فيلم كوميدي بس بيحترم عقول الناس ..كوميدي غير قائم على الاستظراف .. كوميدي بس في ناس تانية ممكن تشوفها غير البطل - أنا شخصياً ضحكت من خالد الصاوي أكتر من ضحكي من حلمي نفسه - .. كوميدي بس مش قائم على اسكتش ممتد لمدة ساعتين قد ما قائم على حكاية وقصة فيها تطورات درامية .. اتفق أو اختلف مع تلك التطورات بس في تطورات !
في سيناريو رغم كل عيوبه بس ( سيناريو ) فعلاً ، في مشاهد إنسانية رقيقة .. وفي أحداث .. وفي مفارقات غير قائمة على النجم الأوحد !

وأخيراً أحمد حلمي نفسه ، مش عارف حضرتك إزاي تجاهلت تماماً جرؤته في تأدية تلات أدوار دون أي اختلاف شكلي واختصرت كل اللي عمله في إنه قال إيفيهات ! ، ده أفضل أدوار أحمد حلمي !!
حلمي كممثل إمكانياته أقل بكتير جداً من ممثل حقيقي وكويَّس جداً زي محمد سعد ، بس شوف حلمي إزاي بيجازف ويطور نفسه ويحاول يعمل شيء .. قارن بين ده وبين الكاركترات الساذجة اللي بيقدمها سعد في كل أعماله ..
لما ممثل يحطنا قدام تلات شخصيات توائم مفيش فروق شكلية بينهم إلا أمور بسيطة جداً .. ومع ذلك لما بنفتكرهم بنفتكرهم كتلات شخصيات مستقلين ، ده في نظري انجاز يُحسب له كممثل - حتى مع تأكيدي إن السبب الأول في ده هو شغل أحمد جلال بالأساس ، فأداء حلمي لا يمكن التقليل منه - ، حتى عادل إمام نفسه لما لعب على تيمة التوأم من عشرين سنة إدى لكل حد مواصفات شكلية واضحة تعرَّفُه زي النضارة وطريقة اللبس ، حلمي معملش ده
ده أكتر ممثل كوميدي في جيله قادر على التطور ولاستمرار والتجربة .. والسقوط ثم العودة على عكس كل ممثلي جيله
حلمي لو اتحط تحت إيدين مخرج قادر على إدارة الممثل - جزئياً فعلها جلال - هيطلع شغل هايل في نظري ، وخلونا نفتكر إن جيم كيري لم يصبح ممثل حقيقي إلا لما اشتغل تحت إيدين العجوز الاسترالي الكبير بيتر وير والتشيكي العظيم ميلوش فورمان

--

لو عايز حاجة ضايقتني فعلاً كأكثر عيوب الفيلم وخلتني أقلل من تقييمي ليه درجة كاملة فهي النقل عن رائعة سكوت "رجال أعواد الثقاب"
على عكس ما حضرتك تفضلت .. ده مش نقل في بعض الخيوط أو المشاهد يخليك "تتذكر" ده كوبي وباست لأكتر من نص ساعة يخليك عارف كويَّس جداً إيه اللي هيحصل بالظبط ، الناس كانت قاعدة في السينما تسقف مع كل مفاجأة وأنا قاعد هارش التيتة تماماً ، اتمنيت وقتها إنهم - كصناع عمل - كانوا ميعتمدوش على ده على أساس إن المشاهد المصري طيَّب ومش هياخد باله أبداً ..

خلاف كده أنا شايف إني قدام فيلم كويَّس جداً بالنظر للاعتبارات اللي حطتها في الأول :

أولاً : إن ( الجينير ) بتاع الفيلم كوميدي خفيف
ثانياً : إنه فيلم صيفي الهدف منه واضح
ثالثاً : المَناخ اللي بيتعمل فيه الفيلم

وبالنظر لسينما بتقدم حاجات زي كركر وعندليب وصباحو كدب ومش عارف إيه ، ده فيلم كوميدي ( حقيقي ) قائم على ( سيناريست .. ومخرج .. وممثل ( حسيت إنه يستحق تقعد قدامه ساعتين ..

أخيراً تحياتي لحضرتك على موضوعك الجميل .. وأعتذر طبعاً عن التطويل غير المقصود ، وبالمناسبة مأعدتش قراءة اللي أنا كتبته قبل إرساله لضيق الوقت .. فبعتذر مرة تانية لو كان فيه أخطاء لغوية من أي نوع

Solo said...

قلم جاف
و كانت اسكتشاتهم أتقل من بتاعت دلوقتى
و نروح بعيد ليه .. عندك فيلم "فيفا زلاتا" بتاع "فؤد المهندس" من إخراج "حسن حافظ" و إنتاج منتصف السبعينات .. حاجة قمة الكوميديا و الهياس اللى ممكن الواحد يتخيله , أنا بتفرج على فيلم زى دا بتسلية و متعة بنت حرام مش تسلية و بس


محمد المصرى
مساء الفل عليك يا سيدى
رغم إن معظم عيوب الفيلم - و السيناريو على وجه التحديد - اللى أنا كتبتها انت متفق معايا فيها بس فى النهاية كونك خرجت من الفيلم بحاجة أو مكسب فطبعاً دا من حقك و إن كنت بفضل إنى أتعامل مع الفيلم على إنه فيلم سواء كان فيلم كوميدى و للا تاريخى .. سواء خفيف و للا تقيل .. سواء صيفى و للا بكمام .. لذ فالثلاث نقاط اللى ذكرتهم فى بداية كلامك مش هآخذهم فى الحسبان أثناء كتابتى عن أى فيلم
-------
كويس جداً إنك ذكرت فيلم
Bruce Almighty
أول حاجة اسم الفيلم دا مرتبط بالقصة بتاعته جداً و ممكن بعد عشرين سنة تفتكر قصة الفيلم من اسمه بس يعنى صعب الاسم دا يرتبط بفيلم تانى يبقى مش بس (القافية حكمت)!! أما العنوان "كده رضا" فمالوش علاقة بالفيلم اللى شفته أكتر من علاقته بأى فيلم تانى شفته فى نفس الصيف , "كده رضا" يمشى على أفلام تانية كتير , هنا -اسمحلى - القافية حكمت و قلت أدبها
تانى حاجة "جيم كارى" زى مانتا عارف بدأ كـ
standup comedian
و لما عمل سينما كان فيها خط درامى واضح و متماسك طوال أى فيلم من أفلامه الثلاث التى ذكرتهم
Liar Liar
The Mask
Dumb & Dumber
لم يعتمد على النكات و الإفيهات اللفظية بمعزل عن السيناريو و لم تكن فيها اسكتشات يمكنك نزع أياًُ منها بسهولة كما رأيت فى فيلم "كده رضا" الذى نتكلم عنه , مع تسجيل تحفظى على آخر الأفلام المذكورة لـ "جيم كارى" هنا
--------
بخصوص الراوى قريت على لسان "أحمد فهمى" كاتب السيناريو : "أنا أميل لفكرة الراوي وأعتبرها فكرة لطيفة في الأفلام ، بالإضافة إلي أن فكرة الفيلم معقدة ولابد أن منها منذ البداية حتي يتعامل الجمهور بشكل جيد مع الفيلم ، كذلك الراوي يعطي شكلاً ورونقاً أجمل للصورة ، ولكن لم أكن في حاجة لاختصار الوقت" دا طبقاً لما قرأته هنا
http://www.kenanaonline.com/ws/areda/blog/61649/page/4
-------
لما شفت الفيلم كان الضحك فى القاعة قليل جداً و معظم النس نايمة بس يمكن عشان كانت حفلة منتصف الليل
-------
موضوع النهاية و علاقتها بفيلم
Matchstick Men
فحدث و لا حرج .. "طارق الشناوى" و "ماجدة خير الله" و "نادر عدلى" اختاروا سيناريو "كده رضا" كأحسن سيناريو هذا الصيف , الملاحظة اللى لاحظتها لما سمعت دا هى إن النقاد اللى عندنا دول محتاجين يتنسفوا بجاز وسخ , لأنه يبدو أن ثقافتهم الأساسية جايه من المسلسلات و لا علاقة لهم بالسينما فى أى منطقة فى العالم
-------
دايماً السينما فى مصر و خصوصاً ما يتعلق بالكوميديا مرتبطة بهوليود من أيام ما كان "اسماعيل ياسين" بيقلد فى بداياته السينمائية سلسلة أفلام
Abbott and Costello
بنفس القصة و النكت و التفاصيل
و استمر التوزاى بين سينما مصر و سينما هوليود لغاية جاك ليمون و فؤاد المهندس و غيرهم و غيرهم من الأمثلة لن تنتهى بما بمحمد سعد و جيم كارى , ساعات تخيب و ساعات تصيب و ساعات بتبقى فى اللاوعى , للأسف احنا دلوقتى أبعد ما يكون عن الكوميديا الأمريكانى اللى بنقلدها طول عمرنا
--------
أحمد نادر جلال لم يضف جديداً فى رأيى الشخصى كما قلت , الفروق الشكلية فى شخصيات (الأخوة رضا) كغيرها من الأفلام صارت شيئاً ينسب للـ "ستايلست" اللى شغال فى الفيلم مش الـ "آرت ديريكتور" و مش "مسئول الملابس" , و دى كمان حاجة بتتنمط أوى دلوقتى و هانبدأ نتكرع من كتر الألوان , على اعتبار أنها حاجة مرة بتصيب و مرة بتخيب , "ستايلست" كل فيلم بيحط خطة عامة هيه اللى بتفرق فى الشكل اللى بتلاحظه فى النهاية

شكراً ليك يا سيدى و أشوفك لما نتكلم عن فيلم "أحمد حلمى" اللى جاى

محمد المصري said...

كان ليَّ تعقيب على ردك في نقط بسيطة بشكل سريع :

1- اللي كنت أقصده بالنقاط التلاتة اللي أنا ذكرتهم هو التعامل مع الفيلم تبعاً لهدف صنعه بالأساس ، ومن ناحية تانية التعامل معاه في ظل ظروف السينما اللي إحنا بنمر بيها في مصر
ده مش مبرر لصنع سينما رديئة .. مش هقول كده لو كنا بنتكلم على كركر مثلاً ، لكن بتكلم عن فيلم بيحمل ( سينما كوميدية حقيقية ) مع بعض - أو حتى الكثير - من العيوب
على الأقل ده المنهج التقييمي اللي أنا مقتنع بيه ، وإن كنت طبعاً محترم - ومُتَفَهَّم - فكرة التعامل مع الفيلم كفيلم زي ما انتَ قُلت ..

2- مكنتش فهمت قصدك بخصوص "قافية" الاسم وأفتكر إن دلوقتي الصورة اتضحت ، بعتذر عن تضارب الفهم .. وبتفق معاك طبعاً في اللي انتَ قلته وده جزء من مشاكل السينما المصرية .. صُنع الفيلم باسم البطل بصرف النظر عن موائمة ده أو لأ ..

3- اتصدمت شوية لما عرفت إن التلاتة اللي انتَ قلتهم اعتبروه أفضل سيناريو في الصيف ، بس لما رجعت فكرت لقيت إن أغلب أفلام الصيف ده لم تحوِ ما يُسمى بالسيناريو إلا في تلات أفلام .. "تيمور وشفيقة والشبح" ودول فيهم عيوب كتيرة .. وطبعاً سيناريو قص ولزق اللي مش مستوعب أبداً تجاهُله ..
بس عموماً ده جزء من اللي أنا سميته معامله الفيلم تبعاً لظروف السينما ، انتَ نفسك لو دوَّرت على تلات سيناريوهات ( جيَّدة ) الصيف ده يمكن مش هتلاقي - بضمير نقدي مستريح - غير قص ولزق !!

4- أحب أأكد مرة تانية على تقديري للي عمله أحمد جلال وأفتكر إن السنين يمكن تثبت صحة أو خطأ وجهه نظري دي ، بس زي ما أشرت في ردي اللي فات .. دور المخرج مش بس في الملابس المتعلقة بالاستايلست .. اللي أنا شفته هو محاولة استخدام المونتاج .. التصوير .. المازيكا لخلق حالة تخدم هدف الفيلم الأساسي - كفيلم كوميدي خفيف ببُعد إثارة في نهايته - ، وتحكُّمه الجيَّد - ولن أبالغ - في الأدوات السينمائية دي - المهملة تقريباً في أغلب الأفلام الكوميدية في مصر - شيء يستحق الاحترام ليه كمخرج واضح تأثيره في العمل
من ناحية تانية في نقطة أهملتها في ردي اللي فات دون قصد .. وهو التحدي التقني في تقديم تلات شخصيات بيجتمعوا مع بعض في أكتر من نص أحداث الفيلم بشكل جيَّد جداً - ربما ممتاز - مدروس إلى حدًّ كبير ..
طبعاً كان في أخطاء في العملية التقنية من الجانب ده بس لما تبص للتآخر التقني الرهيب للسينما المصرية هتحترم اللي قدمه أحمد جلال هنا ..
وده طبعاً شُغل مخرج بالأساس !
ناهيك عن أمور تانية جيَّدَة في النص الأخير من العمل تُحسب أولاً وأخيراً لمخرجها أيضاً

عموماً أتفهَّم وجهه نظرك في كافة النقاط ، الرد ده هو محاولة لتوضيح ما قد يحتاج لتوضيحه فقط لا غير ..

تحياتي وشكري ليك
ونتقابل في فيلم تاني لحلمي أو غيره :)

عصفور بلا أجنحة said...

جيت بس اقول كل سنة وانت طيب