Sunday, January 28, 2007

"Love is a mighty power"

للحديث عن سينما الدوجما يجب البدء بـ Lars Von Trier , المخرج الدنماركى الشهير صاحب (Dancer in the Dark) الحائز على السعفة الذهبية من مهرجان Cannes عام 2000 و صاحب فيلمنا هذه المرة: (Breaking The Waves) الحائز على جائزة لجنة التحكيم الكبرى من نفس المهرجان عام 1996 و الذى تم ترشحيه للحصول على السعفة الذهبية نفس العام.

درس Lars Von Trier السينما فى مدرسة السينما التابعة لجامعة كوبنهاجن بالدنمارك , و صنع العديد من الأفلام الطويلة منذ فيلمه الأول (Forbrydelsens element) أو (The Element Of Crime).

شاهدت له أربعة أفلام طويلة متدرجة المستوى وهى بالترتيب الزمنى للانتاج : (Breaking the Waves) و (Idioterne) و (Dancer in the Dark) و (Dogville) , و آخر ما شاهدته له - قبل فترة وجيزة - كان تلك الـ "mini series" - أو المسلسل التليفزيوني الناجح - (Riget) الذى قدمه فى الدنمارك عام 1994 , و هو اسم مستشفى كبير مجهز للغاية بالعاصمة الدنماركية كوبنهاجن , أحداث المسلسل تتطور تدريجياً فى حلقات الموسم الأول , المستشفى تحدث فيه أحداث غرائبية جداً ضمن كوميديا سوداء من نوع خاص تمزج عالم الأرواح الميتة الهائمة فى المستشفى - نتيجة اهمال الاطباء - بعالم الأرواح الحية للعاملين فى المستشفى من أطباء و ممرضات و طلاب و علماء و ... مرضى , لاقى المسلسل نجاحاً كبيراً وقتها , و قدّم منه Trier موسماً ثانياً (Riget II) بعد ثلاث سنوات أى فى 1997 , فى نهاية كل حلقة من حلقات الموسمين كان Lars Von Trier يظهر بنفسه مع تترات النهاية ليعلق بصوته و أداؤه على الاحداث التى جرت فى الحلقة , داعياً كل مرة مشاهدى المسلسل الى الانتظار و الاستعداد لما سماه "اختلاط الخير بالشر" مشيراً بيديه بتلك العلامة , المسلسل مسلّى للغاية و مكتوب بحرفية عالية و بموهبة مميزة و هو الشئ الذى أحترمه كثيراً فى صناع سينما الدوجما , أنهم يكتبون أفلامهم جيداً و يعبّرون عن عوالم شديدة الخصوصية باتقان بالغ و بجهد ملموس , فرغم كل الاحداث و الشخصيات و الأفعال و ردود الأفعال التى شاهدتها فى موسمىْ Rigrt الا إنى استمتعت بكل حلقاته , خاصة تطور أحداثه الغرائبية بمنتهى السلاسة ... أقتبس Stephen King أحداث المسلسل و أعاد انتاجه فى الولايات المتحدة الأمريكية عام 2004 تحت اسم (Kingdom Hospital) ... و لكن الحظ السعيد لم يتعسنى بعد برؤيته.

Next time, prepare to take the good with the evil

كان بدء تدشين تيار الدوجما فى مارس 1995 , حين سطر أربع مخرجون دنماركيون Lars von Trier و Thomas Vinterberg - و انضم لهما لاحقاً Kristian Levring و Anders Thomas Jensen - البيان التأسيسى لتيار الدوجما فى السينما و نشروه فى نفس العام , فوضعوا عشر قواعد صارمة جريئة أسموها "قواعد العفة" (Vow Of Chastity) , و التى تنص على التالى :

"1- يجب أن يتم التصوير فى الموقع الأصلى للأحداث المكتوبة فى السيناريو من ديكورات و اكسسوارات (اذا احتاج التنفيذ شيئاً خاصاً , يجب اختيار موقع التصوير الذى يحتويه).

2- لا يتم تسجيل الصوت بمعزل عن مكان الصورة (حتى الموسيقى لابد لها أن تكون من مصدر ما داخل المشهد نفسه).

3- لابد من الكاميرا المحمولة , مكان التصوير هو الذى يحدد مكان الكاميرا لا العكس.

4- لا بديل عن الأفلام الملونة , و ممنوع تماماً استخدام معدات الاضاءة (اذا كانت اضاءة المكان أضعف من قدرتها على تصوير اللقطة يجب الغائها فوراً , أو وضع مصدر اضاءة كمصباح مربوطاً فى كاميرا التصوير).

5- استخدام المرشحات و غيرها من أدوات الايهام البصرى مرفوض.

6- يجب ألا تحتوى الأفلام أية أحداث مصطنعة (مثل مشاهد القتل أو استخدام الأسلحة).

7- ممنوع اللجوء لأجواء الاغتراب أو الايهام المكانى و الزمانى (بمعنى أن تتم أحداث الفيلم هنا و الآن).

8- تصنيف الأفلام كأفلام عنف أو كوميديا أو رومانسية و ما شابه ذلك مرفوض.

9- نُسخ الأفلام يجب أن تكون على شريط 35 مللى.

10 - لا يُكتب اسم المخرج على فيلمه.

و أقسم ألا أعتبر نفسى فناناً و أن لا أدخل ذوقى الشخصى فى العمل و أن أعتبر اللحظة المصورة هى الأهم , و أن استخرج الحقيقة من الأدوار و أماكن التصوير تحت أى ظروف جمالية و بتكاليف الفيلم الجيد و بكل الوسائل المتاحة.

كوبنهاجن - الاثنين 13 مارس 1995"

فيلم (Festen) أو (The Celebration) للمخرج Thomas Vinterberg - زميل Von Trier - كان اعلاناً أول عن بداية صُناع الدوجما فى صناعة الأفلام و عرضها , هذا الفيلم الافتتاحى للدوجما عبر عنها بصرامة شديدة , الموضوع (عائلة تحتفل بعيد ميلاد الرجل الكبير فيها , يفد أعضاء العائلة تباعاً الى هذا القصر للاحتفال , تختلف الشخصيات عن بعضها فى كل شئ , تتعقد الامور حين يكتشف الابن الأصغر أن أباه أغتصب أخته قبل أعوام طويلة , فيقرر أن يواجه عائلته فى احتفالها , لكنهم يقمعوه كرهاً لصلافته فى عرض القصة المشينة التى تتعلق بأبيهم و رجلهم الكبير و الذى ينفق عليهم باستمرار) ... الى جانب الموضوعات الخاصة بهم كان هناك أيضاً التمثيل المختلف و الاضاءة المنعدمة و أماكن التصوير الطبيعية.

تلك كانت القواعد التى أقرها المخرجون الأربعة و نفذها Thomas Vinterberg فى فيلمه .... فهل نفذها Von Trier ؟ ... لا .. لم يطبق Von Trier قواعد الدوجما بصرامتها سوى فى فيلمه (Idioterne) , فى هذا الفيلم اللغة البصرية متقشفة للغاية , القطع حاد و الجماليات منعدمة و الموضوع متمرد و جو السيناريو فوضوى بلا متعة على الاطلاق عن مجموعة أصدقاء يقررون فجأة ادّعاء البله لمواجهة العالم المجنون المحيط بهم.

غير أن Von Trier فى كل أفلامه - عدا المشاهد الغنائية فى (Dancer in the Dark) - لا يتخلى أبداً عن الكاميرا المحمولة , لا يوجد تحديد لزاوية معينة تتخذها الكاميرا أثناء التصوير , لا يستخدم الكرين أو الشاريوه , الكاميرا مهتزة تتحرك بعشوائية حرة طوال الفيلم , تقترب و تبتعد و قد تزداد سرعتها فى الانتقال بين الزوايا و الشخصيات لدرجة قد لا ترى فيها شيئاً سوى الهواء و ألوان متداخلة و سرعة الكاميرا.

اختلف الأمر كثيراً فى تطبيق منهج الدوجما الصارم فى كلٍ من (Breaking the Waves) و (Dancer in the Dark) و إن احتفظ بالعناصر الرئيسية لرؤيته البصرية فى صناعة الأفلام.

من المعروف أن Lars Von Trier صنع هذا الفيلم (Breaking The Waves) ضمن ثلاثية سماها "القلب الذهبى" ضمت معه الفيلمين : (Idioterne) و (Dancer in the Dark).

Breaking The Waves

أحداث الفيلم تدور فى سبعة فصول و فصل ثامن ختامى , يبدأ Von Trier كل فصل من فصوله بلوحة فنية مصورة مكتوب عليها رقم الفصل و عنوانه مصحوبة بأغنية تعبر عن جو اللقطة و الفصل الذى يليها , أغانى متنوعة منها لـ Leonard Cohen و Elton John و غيرهما , أول تلك الفصول كان اعلاناً عن زواج Bess - قامت بدورها Emily Watson فى أول دور لها فى السينما - من Jan المهندس على أحد السفن المتخصصة فى البترول - قام بدوره Stellan Skarsgård - و هو مهندس من خارج تلك القرية الاسكتلندية الصغيرة التى تعيش بها Bess , تلك القرية المحكومة بتقاليد دينية غاية فى التزمت و التعقيد و التى يعارض القائمون على كنيستها زواجها من أغراب عن القرية , لما يجلبه الأغراب عادةً من عادات تنافيها أخلاق القرية كما انها تحمل عقل طفلة و ليست بالنضج الكافى لتحمل أعباء نفسها و زوجها و أولادها إن وجدوا.

لكن Bess تنجح فى الزواج ممن تحبه و تقيم احتفالاً هى و أختها الممرضة Dodo و أمها العجوز و القائمون على القرية و Jan و أصدقاؤه فى العمل لتكون تلك أحداث الفصل الأول من الفيلم و ما يحمله من مفارقات بين طبيعة الطرفين.

يبدأ الفصل الثانى ليستعرض حياتها مع Jan , حبها الجارف نحوه و تيمة الجنس كتفصيلة مهمة فى حياتهما معاً.

تستمر الحياة بينهما فى هدوء و متعة , تغار عليه من أصدقائه , تذهب الى كنيسة قريتها التى لا تحمل أجراساً - مزيداً من التزمت - و تدعو ربها ان يبقى لها Jan و يحافظ على قربها منه و أن يعيده مرة أخرى حين يعود الى عمله خارج القرية على تلك السفن التى يعمل بها , تجزع لسفره و تشعر بوحدتها المقبلة بدونه , هى تحبه حباً رهيباً جارفاً لا تعرف له نهاية و هى التيمة الرئيسية فى الفيلم.

هنا يبدأ الفصل الثالث معها بدون Jan , تحادثه يومياً عبر الهاتف و تدعو ربها فى الكنيسة كما تعودت , تقلد صوت ربها أو تتخيله كيف سيرد عليها و تتصور كلماته التى سيطمئنها بها , حين تتقمص صوت ربها يصير صوتها غليظاً صارماً , فهكذا عرفته من وجوه رجال الدين فى قريتها صارماً متجهماً جاداً , يقف الرب الى جانبها و يخبرها - كما رأت هى عبر صوتها المصطنع - أنه سيعيده اليها اذا ما اثبتت باستمرار انها تحبه و تريد الحفاظ عليه , و هكذا تنتزع Bess شرعية حبها من رب لا يرد عليها فتقمصت هى صوته.

غير أن Jan يصطدم باحدى بريمات البترول على ظهر السفينة و يصاب بشلل كامل كاصابة عمل تذكرنا بما حدث لـ (سلمى) فى (Dancer in the Dark) بعد ذلك عام 2000 , تبدا أحداث الفيلم المأسوية و تعقد العلاقة بين الزوجين فى واحدة من القصص الخاصة التى تستهوى Von Trier و تعبر عن سينماه الخاصة , و هى السينما التى يكتبها بمهارة و يستعين بأداء تمثيلى يجعل ما هو غريب و غير معتاد ممكن الحدوث , كاشفاً عن بعض نفوس البشر و ما تحتويه من مشاعر غامضة.

تبدأ أحداث الفصل الرابع بـ Jan مصاباً بالشلل , نائماً على احد أسرة المستشفى التابعة لقرية Bess , تذهب اليه مهرولةً منهارةً فيطلب منها البحث عن حبيب تمارس معه الجنس , ما عليها سوى أن تتخيله فقط أثناء ممارستها الجنس و كأنه هو من يمارسه معها , هو قعيد و مصاب بالشلل و لن يتحرك و يعرف أن Bess تحب الحب لكنه لن يقدم لها شيئاً بعد الحادثة , كتفسير درامى لما طلبه Jan منها , يمكن اعتباره واقعاً تحت تأثير البنج و المخدر طول فترة علاجه و أثناء إجرائه كل تلك العمليات الجراحية التى مر بها عند انتقاله سريعاً الى المستشفى , و لكن هذا الطلب الغريب لن يُفسّر كذلك من Bess بعقلها الطفل البرئ.

هنا فى الفصل الخامس تبدا فصول النهاية و المأساة التى تعيشها Bess و تمزقها بين حب Jan و طلبه الغريب منها.

تذهب فى هذا الفصل فى أولى مغامراتها للبحث عن حبيب تمارس معه الحب كى يعيش Jan و يكمل شفاؤه , فهى قد استشارت ربها فى مأزقها و أخذت رده المعتاد بصوته الغليظ الصارم "عليكِ أن تنفذى كلام Jan كى يعيش , عليكِ أن تثبت للرب أنكِ تحبيه كما كنتِ تقولين دائماً".

راودت الطبيب المعالج لـ Jan ببراءة شديدة لكنه رفض , كان هذا الطبيب هو أول ما اصطدمت به عند خروجها من غرفة زوجها , تعود له و تخبره كذباً أنها مارست الجنس مع الطبيب لكنه لا يصدقها فتبدأ الرحلة الحقيقة لطريق خلاصها فداءاً لزوجها و هى أحداث الفصل السادس , تعبث بعضو الذكرى لأحد الركاب العجائز فى الاتوبيس أثناء عودتها لكنها تخرج ما فى معدتها فور نزولها من فرط التقزز , تضع المساحيق و تذهب احدى الحانات لتجتذب أحد الرواد كى يمارس معها الجنس لأجل ... Jan.

و تعود الى المستشفى ليرى زوجها ما فعلته لأجله , هيئتها تُفزِع أختها الممرضة و الطبيب فيدفعان Jan الى توقيع موافقته على بعثها للعلاج فى احد المصحات , و هكذا تضيق الحلقة أكثر حول Bess.

الفصل السابع ... تتمادى Bess أكثر فى الحفاظ على زوجها , تعرف من العاهرات من المدينة المجاورة كيف أن البحارة يطلبون النساء على بواخرهم للمتعة بين الحين و الآخر و تذهب بالفعل لتتعرض للضرب على أيدى بحارة و عمال بواخر رعاع تعودوا على ممارسة الجنس مع العاهرات , تهرب بصعوبة و تسير بعجلتها البسيطة فى شوارع قريتها التى لا يرحمها فيها أهلها و لا الأطفال فى الشوراع و تضيق الحلقة أكثر.

تتدهور حالة Jan فى المستشفى فتقرر الذهاب مرة أخرى الى حيث تعرضت لسادية البحارة , Bess عليها التضحية بنفسها من أجل حبيبها , هى وعدته و وعدت ربها و هى تريد له الشفاء.

بالطبع تموت Bess فداءاً لـ Jan , تموت فى الغرفة المقابلة لغرفته , تبكيها الأم و الأخت و الطبيب المعالج لزوجها ...

قام Jan من رقدته أرملاً بلا زوجة , و هنا تبدأ أحداث الفصل الختامى فى الفيلم , دفن Bess فى قريتها , يتحايل Jan على هذا الاجراء و يقرر سرقة جثتها هو و وأصدقاؤه ليلقوا بها فى البحر من فوق سفينتهم أكرم لها من الدفن فى تلك القرية و دعوات اللعن و الحرق التى ستلقى عليها من قساوسة و كهان كنيستها , كما يفعلون دوماً مع أى مذنب - من وجهة نظرهم - يموت.

يلقون جثة Bess ليلاً لتضرب الاجراس السماوية لها فى الصباح و يسمعها الجميع فوق السفينة , يسمعها Jan و يبتسم , منعوا أجراس الكنيسة فى قريتها بدعوى أنها تهريج زائد لا يحتاجه الرب فضرب لها Lars Von Trier أجراس السماء فى مشهد جميل انسانى حساس يأخذنى كل مرة أراه.

فى هذا الفيلم لم يتخل Trier عن الكامير المحمولة و قطع المونتاج الحاد جداً و الموضوع البسيط الميلودرامى فى كثير من الاحيان , و طبيعة الاداء التمثيلى لأبطاله , و لا تخلى عن الشح فى استخدام الاضاءة كما ظهر جلياً فى بعض المشاهد الداخلية التى صورها فى شقة الطبيب عندما زارته Bess ليلاً , حيث تلفت الرؤية تماماً و ظهرت عيوب الصورة واضحة.

Emily Watson فى بدايتها السينمائية تلك أسرتنى بجرأتها و تعاملها التام السلس مع شخصية أنثى تحب بقلب طفلة.

Thursday, January 11, 2007

مشهور بالكاد

الفيلم النهاردة من أصعب الأفلام اللي ممكن إن أي حد يتكلم عنها لعدة أسباب أولها هو إن جوها جو شديد الحميمية .. لو إنت بتحب الروك حتحب الفيلم و لو مش بتحبه في الغالب مش حتحب الفيلم، تانيها إن الفيلم قائم علي حدوتة شديدة العمق شديدة الإنسانية لكنه غير مبهر بصرياً بأي شكل من الأشكال، ثالثها إن جزء كبير من الفيلم مرتبط بالساوند تراك بتاعه و بالتالي من الصعب تماماً إنك تفصله عن ده و تحكيه، علي كل حال أنا ححاول أقع في فخ "حكي الفيلم" و لو إني مضمنش ده بالكامل.

الفيلم بيدور حوالين ولد وليام ميللر هو محور الحدوتة و كل الشخصيات بتدور في فلكه، و من خلال الولد ده بيحاول المخرج يدخلك في كواليس عالم صناعة الموسيقى و الصحافة بصفة أساسية.

الولد طبقاً للتعريف الأمريكي لأي ولد في وضعه "Freak"، ببساطة ممكن نفصل ثلاث أو أربع عوالم –لو فصلنا الجزء المرتبط بالموسيقي الي فرق و شركات الإنتاج من ناحية و ال "Groupies" من ناحية أخري- و نتكلم علي كل واحد بتفصيل يليق بيه.

الأسرة:
الولد وليام ميللر بيعيش في عائلة بلا أب –تفتكر ده ليه دلالة ؟؟!- ممكن تخمن إن الولد يتيم فأمه –مدرسة الإنجليزي المتحفظة بشكل أقرب الي التزمت- بتشوف في عينها حزن دفين و هي بتحوط علي ولادها بشكل شبه مرضي، الأم اللي دخلت إبنها المدرسة سنتين بدري لهوسها بأنه يكون عبقري و كان من توابع ده زيادة عزلته عن دفعته و زيادة إنطوائه في العموم، و الحريصة بكل شكل من الأشكال علي عزل ولادها عن أي مؤثر بما في ذلك موسيقى الروك، أما أخته أنيتا ميللر فهي البنت اللي فلتت جزئياً من سيطرة أمها لتختلط بالعالم إختلاط لا يشوبه أي إحتراز و لتصبح المعارض الأول لسياسات أمها في إدارة البيت و بتتصاعد خلافاتهم لحد ما البنت بتوصل لسن تسمحلها بإستقلال نسبي بحلوله بتسيب البيت مع صاحبها، قبل أما بتسيب البيت بتسيب لأخوها كنزها الصغير من إسطوانات الروك و بتبشر أخوها –اللي ما زال بيعاني من مشاكل التأقلم في حياته- "someday you’re gonna be cool" عشان تبتدي مرحلة جديدة في حياة الولد.

الصحافة:
بتأتي المرحلة دي بالتوازي مع مرحلة إنغماس الولد في كواليس الفرق المشتغلة في الروك بس و لأن الصحافة الفنية عالم مغاير عن الساحة الموسيقية حتي و إن كانوا مترابطين فأنا حبيت أفصل الإتنين عن بعض، في الجزء ده بتشوف نموذجين شبه متناقضين بيحاوطوا الولد، النموذج الأولاني هو "ليستر بانجز" و اللي بيلعب دوره العبقري فيليب سيمور هوفمان، ليستر بانجز هو ناقد موسيقي معروف و مدير تحرير مجلة "Cream" و هي مجلة مختصة بالروك ، ليستر بانجز بتلاحظ فيه جوانب شديدة الأبوية بتعوض شوية صورة الأب الغايب تماماً عن المشهد في الفيلم –لا يأتي الذكر علي سيرة الأب طوال الفيلم سوي مرة واحدة علي الرغم من أنك بتحتك بشدة بأسرة وليام ميللر- و هو علي الرغم من ذلك شخص قاسي و إن كانت قسوته نابعة من تجربته اللي ممكن تخمن بسهولة إنها مكانتش تجربة سهلة، ليستر بانجز من أول مشهد ليه بيديك إنطباع إنه شخص فوضوي و هو ما يتأكد لما بتنتقل الكاميرا في مشهد تاني لبيته، و هو شخص شديد الذكاء و شديد الإخلاص للروك، و من أول مشهد ليه مع وليام بيقوله إنك للأسف جيت بعد ما الموسيقي إنتهت و قعد يتكلم علي إزاي شركات الإنتاج بتخنق الموسيقى الحقيقية، و بتحول فن عظيم زي الروك لما سماه تسمية عبقرية "Industry of Cool"، النموذج المغاير في الجزء ده هو نموذج "بن فونج توريس" الصحفي بمجلة "The Rolling Stone" و هي برضه مجلة مختصة بالروك، بن فونج توريس و علي الرغم من المشاهد القليلة اللي ظهر فيها إلا إن كاميرون كرو إستعرض فيه ما إعتبره أهم مساوئ الوسط الصحفي، فبن فونج توريس أول مشهد ليه و هو بيكدب علي وليام في أجره فبيعرض عليه في الأول 700 دولار في المقالة، و لما وليام بيسكت من الذهول بيظن بن إن وليام بيرفض يشتغل بالأجر الزهيد فبيرفع الرقم لحده المسموح و هو 1000 دولا في المقالة، و المشهد التاني لما سأل وليام عن الموضوع اللي بيكتب فيه فوليام بيجاوب عليه إجابة متفبركة لأنه مكانش لسة كتب حرف في المقالة و لا عارف لسة حيكتب أيه "بكتب مقالة عن فريق متوسط الشهرة بيصارع الوسط الموسيقي من أجل النهوض" فبينبهر بن فونج توريس بالإجابة المزيفة و بيوعده إنه يحاول إن موضوعه تكون صوره علي الغلاف ، مع نهاية الفيلم بتستعيد دماغك مقارنة تلقائية بين النموذج الأبوي اللي بيمثله ليستر بانجز , والشخص النقي اللي بيتبني الولد حتي و إن كان مش بيعلن ده، و بين بن فونج توريس الهجين -للتأكيد علي المعني ده أتي كاميرون كرو بواحد بيحمل ملامح آسيوية بس أسمر و مجرد من اللهجة الأسيوية- الصحفي المحترف ,و لكنه في ذات الوقت إنسان مزيف تماماً.
الموسيقى:
في الجزء الخاص بصناعة الموسيقي للفيلم بتتعرض لأربع نماذج تلاتة بيحتلوا أجزاء مهمة في الفيلم و الرابع بيحتل جزء هامشي لكنه غير منعدم الدلالة، أول نموذجين هما أتنين من أعضاء الباند Still Water اللي هو محور الموضوع الصحفي اللي بيكتب عنه وليام، النموذجين أشبه بنموذجي ليستر بانجز و بن فونج توريس، و هما راسل هاموند جيتاريست الفريق، الممسوس بالموسيقى و اللي علي الرغم من العنف اللي بيحيط بيه نفسه فأنت بتدرك بسهولة أنه "شخص طيب" و هو علي النقيض من مغني الفريق جيف بيبي اللي بسهولة و من أول كلمة يقولها لوليام بتحس قد أيه هو شخص مزيف و مش حقيقي، و صراع النقيضين دول هو محور الجزء الخاص بالفريق، النموذج التالت هو نموذج بيني لاين أميرة الأحلام الساحرة المعجبة اللي بتنظر لدورها في مرافقة الفرق –لو إنت تعرف حاجة عن الروك حتعرف الGroupies- علي إنها مش مرافقة بقدر ما هي ما سمته Band Aid و هو دور لو تعلمون عظيم، الحقيقة إني مش حقدر أستفيض في الكلام عن بيني لاين و العلاقة الثلاثية بينها و بين راسل و وليام لأن الجانب دا لا يمكن فهمه من غير ما تتفرج علي الفيلم، النموذج الرابع الهامشي و اللي أودع فيه كاميرون كرو جزء تاني من سخطه علي صناعة الموسيقي هو ممثل شركة الإنتاج اللي بيقنع الباند بالتوقيع لشركته و هو برضه نموذج أفضل أن الناس تتفرج عليه من غير ما أحرقه عليها.

كاميرون كرو في الفيلم بيهاجم و بعنف تدخل رأس المال و الصناعة في الموسيقى، بحيث تتحول الموسيقي من موسيقي إلي عملية تلميع وجه معين يتم إستغلاله فيما بعد لأغراض دعائية لا علاقة لها بالموسيقى لا من قرييب و لا من بعيد و بيتجلي ده بشدة في مشاهد بعينها منها مشهد حوار ليستر بانجز و ويليام في مقابلتهم الأولي، و في مشهد حوار جيف بيبي مع ويليام، و في مشهد إقناع الباند بالتوقيع لشركة الإنتاج.
و لكل محبي الروك Sparks.
بالشفا ...




The Who - Sparks

Tuesday, January 09, 2007

Poster (Underground)


من ألذ و "أطعم" أفيشات الأفلام التى رأيتها , الفيلم تفسه واحد من أجمل الافلام التى شاهدتها , بموسيقى Goran Bregovic التى أعتبرها من أشهى الموسيقى التصويرية التى سمعتها فى حياتى , و بالأداء الطازج لمجموعة من الممثلين الصربيين تحت قيادة المخرج البوسنى Emir Kusturica , على كل حال لم أكن أنوى الأسترسال فى الحديث عن فيلم Underground , فقط أود الاشارة لهذا الأفيش اللذيذ , مدفع دبابة - على هيئة عضو ذكرى منتصب - تتعلق به فتاة ممتلئة بالأنوثة و الحيوية ترتدى ثوباً أحمر مفتوح.

يتميز Emir Kusturica فى أفلامه بالصخب و الحيوية التى تدب فى كل عناصر الفيلم بدءاً من أداء الممثلين و حتى الايقاع الذى يختاره للمونتاج , يستحق هذا الفيلم - عن جدارة - جائزة السعفة الذهبية من مهرجان Cannes عام 1995 ... لكن مرة أخرى ليس الحديث هنا عن الفيلم , سيحدث هذا عن أكيد فى وقت لاحق , فقط الأفيش العبقرى بألوانه الدافئة و خفة دم تكوينه المميز هو ما سيحتل المساحة كاملة اليوم.