Wednesday, February 20, 2008

عن الصنعة

من السهل أن تعتبر كلامى هذه المرة مزايدة رخيصة منى على فيلمين مصريّين عرضا فى موسم عيد الأضحى الماضى, لكنى فى الحقيقة غير مهتم على الإطلاق بهذين الفيلمين, فضلاً عن أنهما نجحا فى إستنزاف صحتى لفترة معقولة جداً بعد خروجى من السينما و لا داعى لمزيد, كل ما سأذكره يتلخص فى نقطتين بسيطتين تعتمدان على مفهوم "الدقة" فى صناعة السينما لا أكثر, لأنه كثر الترويج لفكرة أن المخرجين الجدد يجيدون صنعتهم و أن هذا مهم فى صناعة كصناعة السينما أكثر من غيره, لذا لن أتعرض هنا لتوجهات أو رؤى فنية لهذين المخرجين فقد أُسْقطت تماماً, سأتعرض لمدى دقتهم فى صناعة أفلامهم ذاكراً مثالاً بسيطاً للمخرج الإيطالى الشهير Luchino Visconti من فيلمه الرائع La Caduta degli dei أو "الملاعين" الذى أخرجه عام 1969, إن العصر الذى تدور حوله أجواء الفيلم هو العلاقات داخل عائلة ارستقراطية ألمانية بين الحربين العالميتين الأولى و الثانية, فى تصوير هذا الفيلم وضع "منسق المناظر" لوحةً ما فى قصر البارون Von Essenbeck, رآها Luchino Visconti فأخبر منسق المناظر أن هذه اللوحة لم يكن ليضعها بارون ألمانى فى هذا العصر, لأنها لا تعتبر من الفن الأصيل المناسب لقصور البارونات, رد عليه "منسق المناظر" ناقلاً وجهه بين اللوحة و بين المخرج قائلاً أن اللوحة ستظهر سريعاً فى اللقطة و لن تلفت انتباه أحد فى النسخة النهائية للفيلم خاصةً أنها مُعّلقة وسط كم هائل من اللوحات يزين بها البارون حوائط قصره, أخبره Luchino Visconti بأنه يكفى جداً أنها قد لفتت انتباهه, و من الوارد جداً أن تلفت انتباه مشاهد واحد ذكى سيهتم به Luchino Visconti أكثر من غيرِه من مشاهدى فيلمه.

1- فى فيلم "خارج على القانون" للمخرج (أحمد نادر جلال) إذا ما كنت رأيت هذا الفيلم العيد الماضى, يقوم ظابط مباحث المخدرات (أحمد سعيد عبد الغنى) بمراجعة ملف القضية الخاصة بمقتل (محمود الجندى) والد (كريم عبد العزيز) فى الفيلم, تلك القضية التى قتلته فيها قوات البوليس أمام عائلته بعد حصار منزله لأنه كان يتاجر فى المخدرات, يراجع (أحمد سعيد عبد الغنى) هذا الملف الضخم فى لقطات سريعة Photo Montage, من زوايا مختلفة ليلاً و هو جالس أمام مكتبه يرتدى حزام المسدس أسفل إبطه, إذا ما دققت النظر فى تلك اللقطات القريبة للورق الملقى أمامه فوق سطح المكتب ستجد أنها أوراق سيناريو الفيلم الذى كتبه (بلال فضل), و ستجد أن الصفحات معنونة بـ "المشهد رقم (12) نهار/خارجى", إذ يبدو هنا أن مساعدين المخرج تحت التمرين و مساعد المخرج الأول و المصور و منسق الديكور لم يجدوا ملفات ليضعوها أمام (أحمد سعيد عبد الغنى) وقت تصوير هذه اللقطة بالذات فألقوا بسيناريو الفيلم نفسه على سطح المكتب إنقاذاً للموقف.

2- فى فيلم "حين ميسرة" للمخرج (خالد يوسف) عندما يقوم (أحمد بدير) بتهديد (عمرو سعد) أمام جماعته الدينية المتطرفة, ينتقل من مؤخرة الكادر حيث كان يجلس إلى جوار (عمرو سعد) على الكنبة البلدى إلى مقدمة الكادر تماماً على مقعد أمام جهاز الكمبيوتر الذى يتراسل عن طريقه مع الزعماء الكبار للجماعة, جميع من شاهد معى الفيلم فى السينما لاحظ حركة أصابع (أحمد بدير) على الـ Keyboard, جميع من معى لاحظ أن توجيهات (خالد يوسف) لـ (أحمد بدير) قبل تصوير هذه اللقطة كانت كالتالى : "حضرتك يا أستاذ أحمد هاتقوم من الكنبة دى و تمشى لغاية الكمبيوتر تقعد تعمل نفسك بتكتب على الكمبيوتر حاجة عشان تبان مهم و بتشتغل بتكنولوجيا متقدمة, هاتقعد تخبط على الـ Keyboard بصوابعك بسرعة و انت باصص للشاشة أدامك .. كمان مرة معلش يا أستاذ أحمد بعد إذنك .. و انت اييييييه!!! باصص للشاشة أدامك, عشان يبان إنك صايع كمبيوتر و راجل خطير, لأن دا دورك فى الفيلم اللى الناس المفروض عرفته خلاص فى تسلسل الدراما فى الفيلم" و قد نفذ (أحمد بدير) طلبات المخرج بحذافيرها, ليظهر فى النهاية بضرباته على أزرار الـ Keyboard كرجل خطير لا يكترث لما يكتبه, يضغط الأزرار بعشوائية واضحة جداً للقاصى و الدانى, واضحة لما يجلس فى الصالة أمام الشاشة مباشرةً, أو من يجلس فى الكراسى الخلفية, ظهر و كأنه يعجن فطيرة عالية الكثافة.

16 comments:

زمان الوصل said...

لا بس موضوع الكيبورد ده ناس كتير سبقوا "خالد يوسف" إليه !! ده غير فتح الشاشه على برامج لا علاقه بينها وبين ما يفترض المشهد أنّها تقوم به .. فى أحد الأعمال -لا أذكره الآن- أحدهم كان يتظاهر أنّه يقوم بعمل تشات بينما برنامج وورد مفتوح امامه و هو بيتكتك على الكيبورد !!

اللىّ بيغيظنى فى الحقيقه حاجه تانيه لأن فضيلة الاتقان فضيله نادره فى حاجات كتيره فى حياتنا فلا أتوقّع أن تنجو منها السينما .. اللىّ بيغيظنى إنّك أمّا تلاحظ ملاحظات كهذه يتّهمك صنّاع الفيلم و المعجبون به بترك الأساس و الإمساك فى الفرعيات .. ممكن يتّهموك تاره إنّك مش فاهم و تاره أخرى يصفوك بعدو النجاح إلى آخر هذه الاتّهامات السخيفه ..

Wael Abbas said...

جامدة أوي فطيرة عالية الكثافة دي

Azza Moghazy said...

"فى أحد الأعمال -لا أذكره الآن- أحدهم كان يتظاهر أنّه يقوم بعمل تشات بينما برنامج وورد مفتوح امامه و هو بيتكتك على الكيبورد !!
" احم كان فيلم مافيا لا مؤاخذة

Sara Swidan said...

كله كوم .. و اللقطة اللي بيعمل فيها تشات دي كوم تاني !!

واضح إن كل المتلقين للفيلم انتبهوا لنفس الحاجات !

لكن إنت شايف إن دي حاجة كافية لتحط من مكانة الفيلم الدرامية ؟؟ يعني في حاجات كتير ف فيلم "حين ميسرة" .. ببساطة تستاهل !

قلم جاف said...

لا وكله كوم ورؤية خالد يوسف لاستخدام التكنولوجيا كوم تاني في فيلم الآخر.. شفتوا الشات اللي في الفيلم.. يااااااااي!

Sherief said...

طيب و بالنسبة لل"أي-بود" إللى فى دراع محمد رجب فى إعلان فيلم كلاشينكوف ؟!

أنا ماشفتش الفيلم, بس بجد والله أنا مش فاهم, الأي-بود ده طالع أى-بود فى الفيلم :) ولا رامى إمام بيشتغلنا !
أنا أصلى مش لاقى حد شاف أم الفيلم!

Sherief said...

صحيييح, نا كمان سمعت إن ولاد هالة فاخر ما كبروش طول مدة الفيلم !!

زمان الوصل said...

صحيييح, نا كمان سمعت إن ولاد هالة فاخر ما كبروش طول مدة الفيلم !!


وفى هذا دلاله رمزيه على أن أبناء المهمّشين موقوف نموّهم بسبب ظروفهم البائسه .. أومّال !! كل حاجه لها دلاله و لها رمز ..

اسكندراني في الغربة said...

الشعب كلة اتربي زي منسق المناظر
والي بياخد بالة مش حيحترموة زي Luchino Visconti

روابط said...

بداية انا بتضايق جدا من تأخير البوستات فى المدونة هنا

وبالنسبة لموضوع الفيلم فعدم الدقة ليس بجديد علينا وفى فيلم عربى قديم ظهرت صورة المخرج والكاميرا فى المرآة امام البطلة
وعلى فكرة مخرجين كبار وعالميين يقعون فى نفس الأخطاء رغم وجود ما يسمى بفتاة التتابع مهمتها ملاحظة مثل هذه الأخطاء الكارثية على الشاشة

boshra mohamed said...

انا الحاجة اللى حتجننى بجد ان مصر كلها خدت بالها من موضوع الكيبورد ده .. ازاى الاستاذ الدكتور خالد بيه يوسف ماخدش باله وخصوصا ان المشهد ماكانش طيارى على الشاشة يعنى .. يمكن كان فى الحمام وقتها .. طيب ولما راجع نسخة الفيلم النهائية وهو بيركب المزيكا ولا بيشوف شغل المونتاج معقولة ماخدش باله .. ولا خد باله وقالك عادى المهم المضمون مش المهم الشكل .. ارجوكم لو حد يعرف للاستاذ الكبير ابن الاستاذ الاكبر يسأله هو خد باله ولا ماخدش باله ؟

Sherief said...

"انا الحاجة اللى حتجننى بجد ان مصر كلها خدت بالها من موضوع الكيبورد ده .. ازاى الاستاذ الدكتور خالد بيه يوسف ماخدش باله وخصوصا ان المشهد ماكانش طيارى على الشاشة يعنى .. يمكن كان فى الحمام وقتها"

خالد يوسف حمار كبير قوى :)), أكبر مما أى حد يتصور.

El - Shandwely said...

هحكيلكم موقف يمكن من خلاله تستنبطوا المخرجين امثال شاهين وتلاميذه دول بيفكرو ازاى
هو ممكن يكون موقف ممل اوى وملوش لازمة
لكن الموقف نورى لمبات كتير فى دماغى يعنى المهم
كنت فى اختبارات معهد السينما والحمد لله عديت من اول اختبارين وجينا للتالت اللى هو الورشة الابداعية
وده كان عبارة عن دكاترة بيقعدوا بنظام المحاضرات وكان لمدة اسبوع وبيدردشو معانا محاولين انهم يعرفوا دماغنا ماشية ازاى يعنى وايه اللى يفرق بينا وبين اى واحد عادى بيشوف سينما يعنى
المهم كان مخرج اسمه هشام ابو النصر مكنتش ساعتها اعرف عنه حاجة وكان جنبه المخرج العالمى صاحب رائعة ايظن المخرج الكبير اكرم فريد
المهم اتكلمو شوية وكان جنبى واحد اسمه محمد فسالو سوال كان استتباعا لان محمد كان مجمل كلامه يعنى انه بيستعر من الافلام العربى الا القليل ..فساله ارم فريد ايه اللى مبيعجبكش فى الافلام العربى تحديدا (سؤال عبقرى من انسان عبقرى )
فاول سبب قاله الاخ محمد انه كمثال فى الافلام الاجنبى ل والبطل الفانلة بتاعته اتخدشت فى او لالفيلم بنفضل شايفين نفس الخدشة طوال عرض الفيلم على عكس من الافلام العربى ساعات تلاقى السيجارة فى اولها والمشهد التانى السيجارة بتخلص وتلاقى ترابيزات ببتتغير
هما سمعوا الكلميتن دول وتحس كانهم اتشتموا او اتهانو ا كان واضح فعلا انهم هيرفعوا الواد (بس على فكرة نجح)
المهم تولى الرد العظيم اكرم فريد وقاله جملة بسيطة قاله انت عارف لو مخرج زى يوسف شاهين سمعك وانت بتقول الكلمتين دول كان هيعمل فيك ايه ..كان هيمسك الطفاية دى ويجرى وراك فى الطرقة بتاعة القاعة (كانت قاعة عرض)
واستلم هشام ابو النصر مهمة اكمال الرد وقاله المهم يبنى عند المخرج هو الاحساس انا يهمنى انك تحس بالمشهد اى حاجة تانى مش مهم وان انت لو فضلت قاعد على خدشة الفانلة واالطرايبزة السحرية اللى بتتتغير فى كل لقطة دى يبقى انت بتتلكك ومتدخلش سينما احسن
...................
شوفتو ازاى... الاحساس على اساس انى داخل سينما على طريقة برايل وان السينما دى مش اسمى معانيها بيرتكز على انه فن فى الصورة اولا واخيرا

قلم جاف said...

هشام أبو النصر صاحب "رائعة" شارع المواردي (رائعة هنا من مريع) واللي لا ينافسه إلا اتنين مخرجين.. الأولاني محمد كامل القليوبي صاحب "أحلام مشروعة" اللي مايختلفش كتير عن روائع المخرج التاني ..إيد وود مصر والشرق الأوسط والشباب والرياضة..إبراهيم عفيفي.. اللي أفلامه (من عينة "قبضة الهلالي" و"أبناء الشيطان") من علامات -اكس- في تاريخ السيماتوغرافيا المصرية!

simsim said...

حرام نقول على الموجود على الساحة انهارده سينما .... ده قرف خلطة رديئة مهمتها حصد وتكديس الملايين في حسابات المنتجين المحتكرين لصناعة السينما في مصر ... والمساهمة في تغييب الوعى عند المواطن المصري عالسكة يعني مش مقصودة ولا هدف في ذاته .... الأفلام الكوميدية صباح الإسفاف ... شوية افيهات على أغنية محشورة للبطل ... على شقراء لبنانية في الغالب تبين من جسمها اللي يقدرها عليه ربنا وطبعاً لازم تقع في حب البطل ومافيش مانع من سنيد هنا وهناك ودور الأب محجوز لحسن حسني بلا منازع .... يا أما فيلم متعرب من نسخة أمريكية وده خلطته مختلفة شوية يعني مخرج فارد عضلاته يكسر كام عربية وشوية مطارادات في الشوارع والبطل أبو عيون جريئة لازم ينتصر في النهاية والشرير يروح السجن والمتعرب كتير بقه متعدش ودي خلطة وائل عبدالله وفريقه ودخل على الخط مجدي الهواري برده اهوا عربله كام فيلم والبقية تأتي .... أو الخلطة بتاعة الولد الفقير اللي طالعة عينه وينحرف ويضطر يمشي بطال ودي من اختصاص كريم عبدالعزيز ومنتجته اسعاد يونس .... وأفلام الوجوه الجديدة شوية عيال نفسهم يمثلوا وسيناريو مكتوب في تلات ايام وخد عندك ماجيك وبنات وموتسيكلات ... وقرف ... ولا بقه الخلطة الجامدة امو بهارات خلطة الزعيم .... الانتاج الضخم والدعاية الجامدة أوي والفيلم في النهاية هايف ومالوش دعوة بالسينما مرجان أحمد مرجان واللي بينغظني ان عادم أمام أكبر منافق يهاجم الحكومة في أفلامه وينافقها في تصريحاته ولقاءاته ... قمة الاشمئزاز ... السينما اللي موجودة دلوقتي دي مش هيفضل منها في الذاكرة الا فيلمين تلاتة بعد عشرة عشرين سنة ..... بالله عليكم ... ايه الابداع في كرر ولا مرجان ولا خارج عن القانون ولا أسد واربع قطط ولا الماجيك ولا حين ميسرة ولا الشبح والأوله في الغرام .... يمكن اتغاضى عن افلام زي فيلم هي فوضى لأنه رغم عيوبه الكتير مس قضية مهمة معكننة على كل مصري انهارده وهي استبداد الشرطة والسلطة بالشعب .... يمكن اتغاضي عن فيلم زي الجزيرة على الرغم من عيوبه لأنه متنفذ بشكل حرفي حتى لو مالوش مضمون ونهايته زبالة ....ممكن اتغاضى عن فيلم زي قص ولزق أو في شقة مصر الجديدة لأنه لوهلة حسيت أن صناع الفيلم عاوزين يعملوا فيلم جيد بغض النظر هيجيب كام على شباك التذاكر .... لكن يفضل الواقع اللي احنا عايشنه ان السينما السيء فيها والردئ بقه هو الأساس والجيد فيها بقه استثناء .... أخر مرة شفت فيها فيلم حسسني أني بتفرج على سينما كان فيلم بوابة الشمس ....

ليلى said...

ههههههههههههه التعليق اللي بيقول ولاد هاله فاخر مكبروش طول الفيلم
أنا كمان أخدت بالي منه حاجة تحسها مريضة
الفيلم في هنات كتيرة جدا لايمكن ان يغفر لها
ولا هتدخل الجنة
كمان في مشهد عصبنى وقت الهجوم على الحارة السير اللي بتمشي عليه كاميرة التصوير كان واضح جداااااااااا
يعنى هو في مترو بيوصل الحارة ولا حاجة
لكن بعد كل ده
استمتعت ببعض الجمل الحوارية وممدوح مداح لما بيغنى
مامي بلو
البلوج رائع